سورة إبراهيم - تفسير تفسير البغوي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (إبراهيم)


        


{الر كِتَابٌ} أي: هذا كتاب {أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ} يا محمد يعني: القرآن، {لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ} أي: لتدعوهم من ظلمات الضلالة إلى نور الإيمان. {بِإِذْنِ رَبِّهِمْ} بأمر ربهم.
وقيل: بعلم ربهم.
{إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ} أي: إلى دينه، و{العزيز}، هو الغالب، و{الحميد}: هو المستحق للحمد.


{اللَّهِ الَّذِي} قرأ أبو جعفر، وابن عامر: {اللهُ} بالرفع على الاستئناف، وخبره فيما بعده. وقرأ الآخرون بالخفض نعتًا للعزيز الحميد. وكان يعقوب إذا وصل خفض.
وقال أبو عمرو: الخفض على التقديم والتأخير، مجازه: إلى صراط الله العزيز الحميد {الَّذِي لَهُ ما فٍي السموات وَمَا فِي الأرضِ وَوَيْلٌ لِلْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ}.
{الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ} يختارون، {الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الآخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} أي: يمنعون الناس عن قبول دين الله، {وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا} أي: يطلبونها زيغا وميلا يريد: يطلبون سبيل الله جائرين عن القصد.
وقيل: الهاء راجعة إلى الدنيا، معناه: يطلبون الدنيا على طريق الميل عن الحق، أي: لجهة الحرام. {أُولَئِكَ فِي ضَلال بَعِيدٍ}.


قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إلا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ} بلغتهم ليفهموا عنه. فإن قيل: كيف هذا وقد بعث النبي صلى الله عليه وسلم إلى كافة الخلق؟
قيل: بُعِث من العرب بلسانهم، والناس تَبَعٌ لهم، ثم بثَّ الرسل إلى الأطراف يدعونهم إلى الله عز وجل ويترجمون لهم بألسنتهم.
{فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}.
{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ} أي: من الكفر إلى الإيمان بالدعوة، {وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ} قال ابن عباس وأبي بن كعب ومجاهد وقتادة: بنعم الله.
وقال مقاتل: بوقائع الله في الأمم السالفة. يقال: فلان عالم بأيام العرب، أي بوقائعهم، وإنما أراد بما كان في أيام الله من النعمة والمحنة، فاجتزأ بذكر الأيام عنها لأنها كانت معلومة عندهم.
{إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ} والصبار: الكثير الصبر، والشكور: الكثير الشكر، وأراد: لكل مؤمن، لأن الصبر والشكر من خصال المؤمنين.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8